بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكتب لكن بقلمي وعسى ان تنال اعجابكن و تعرفوا المغزى منها
في كل عام من شهر مارس تستعد المدارس للاحتفال بعيد الاسرة وهو عيد الام
مع أطفالها بالواحد والعشرون من مارس لكل عام فكل معلمة ترشد طالباتها لان تكون هديته احلى من أخوته
وطبعا الجميع متحمس لهذا اليوم ويقدموا لوالدتهن هديتها والتي لا يستطيعوا التعبير عنها
وماذا يهدون والدتهن وماذا يعطونها
ففي يوم من ايام الاسبوع وهو الاسبوع الذي تستعد كل طالبة للإلقاء كلمتها التي خطها بيديها
والتي ستقولها لوالدتها في المدرسة امام المعلمة
كانت بين زوايا الصف طالبة مجتهدة وتسارع في المسابقات ومسابقة الالقاء
وغيرها من المسابقات جالسة في مكانها واضعة راسها بين يديها التي تضمها اليها بقوة
وتذرف دموعها وهي تسمع زميلاتها يتشاورن فيما كتبت كل واحدة لوالدتها
وماذا اشترت لكي تهديها وكيف ستكون هذه المفاجأة لكل منهن مع والدتهن
ذرفت دموعا كثيرة ولم ينتبه لها احدا من زميلاتها الا بعد ان
سألت المعلمة عنها قائلة اين رهف لا اراها تشارككن في ما كتبتن
لوالداتكن فاخذت المعلمة تلقط الانظار يمين ويسار
حتى راتها بتلك الحالة الحزينة التي تؤلم القلب فتوجهت لها
فأخذت بها الى صدرها ومسحت دموعها وهمت بسؤالها ولكن دموعها
كانت اسرع من تردد صوتها فأحست المعلمة انها متعبة او هناك ما يضايقها
فأرسلتها الى غرفة الارشاد الاجتماعي مع احدى الطالبات ورجعت الى منزلها
وهي تجر خلفها دموع الالم والوحدة والفراق التي تحس به
لقد فارقت والدتي التي تركتني وحيدة من عمر الاربع سنوات
تركتني ولا ادري ما اكون في هذه الدنيا اعيش مع زوجة والدي التي
تعتبرني خادمة لديها فحتى مستواي الدراسي يتدنى عام بعد اخر
لماذا يا والدتي تركتيني لوحدي في هذا العالم الخطير
نعم اني ارى اخطارا تتابعني في جميع خطواتي
ماذا فعلت انا ماذا فعلت ولماذا يحصل لي هذا ؟؟؟
قالت هذه الكلمات وهي ترقد على فراشها وتدفن وجهها بوسادتها كانت رهف في عمر العاشرة
وهي بحاجة للوالدة والام في هذا العمر ولكن ما العمل ؟؟
في صباح اليوم الثاني توجهت كعادتها للمدرسة بعد ان نالت ضيقا وذرعا
والما اكثر من ما هي عليه من زوجة والدها دخلت الصف والقت التحية على الطالبات
وتوجهت لمقعدها لتجلس واذا بصوت يناديها
رهف ما هي كلمتكِ التي ستلقينها على مسامعنا لقد احتفلنا بالامس ولكننا افتقدناك بعد
ان اخذتي الاذن للرجوع لمنزلكِ ..............................
تتابعت دموع رهف في عينيها وتوجهت للوقوف امام السبورة لالقاء كلمتها
بعد ان ذرفت دموعا على وجنتيها وقالت:
امي يا احلى احساس لم احس فيه الا لما كنت بجنبكِ
امي يا لغة يتكلمها الانسان وحتى لو كان الرحيل هو الجواب
امي بعد مرور سنوات من عمري اقول لك اشتقت لكِ
امي اشتقت لسماع عذب صوتكِ
اشتقت لك والدتي مع انك لستِ بقربي
اريد ان اكون بجنبك كل صباح توقظيني برقة واحساس
تمسحي على شعري بطيبة وحنان
تساعديني بكل ما فيه المستطاع
ولكن انا بعيدة عنك بعد لا يقربه احد
امي ليس عيدك فقط هذا اليوم بل كل يوم عندما تكوني بجانبي
واتكحل بالنظر لعينيك الحنونتان تذرفان لي الحنان
والسعادة والحياة
عندما افتح عيني اراك بجنبي وابتسامتك تطل علىّ بيوم جديد
وابتهج واساير الايام ولكن كل ذلك احلام بالنسبة لفتاة الالام
انك لستِ بقربي وبعدي عنكِ يألمني
فخذيني معكِ امي في لحدكِ لعلي اسعد معكِ
خذيني اماه الى قربكِ
قالت هذه الكلمات الاخيرة والمؤلمة وهي تذرف دموعها
وتسقط مغشاة عليها
ولكن ماذا حدث لها
تم نقلها الى المستشفى وبعد الفحوصات
ومعاينة دقات القلب
تبين انها قد فارقت الحياة وكأنها طلبت من
والدتها ذلك ووالدتها استجابت لها
وضمتها اليها الى عالم الاخرة..
الكاتبة : &حورية&